وداعاً علاو

المساهمات : 94 تاريخ التسجيل : 28/01/2009

وداعاً علاو

أسر قلوب المشاهدين من خلال برامجه الرائعة، فملك قلوبهم إلى أعلى درجة.
من حين تم الإعلان بأن حالة يحي علاو أصبحت حرجة ، صرنا نتابع أخباره لحظة بلحظة ، وكلنا أمل أن تسوق ألينا الأيام خبر تعافيه ، لا أن تفجعننا الأيام برحيله.
شريط الأخبار ورسائل الجوال على قناة سهيل والسعيدة ، ألزمنا أنفسنا بمتابعته، والتي كانت كثير ما تطلب من محبيه الدعاء بالشفاء له.لكن قدر الله وما شاء فعل.
خبر وفاته انتقل بين الجماهير كسرعة البرق عبر الاتصالات الشخصية ورسائل الجوال فأتت الحشود الكبيرة من حدب وصوب.فكيف لو سمع الناس وفاته من خلال التلفاز.
الحضور المهيب الذي شيع جنازة يحي علاو لم يكن تكليفاً حزبياً أو توجيها رسمياً كما هو الحال في مهرجات السلطة وإنما جاء تلقائياً وعفوياً
فكانت جنازته يوم مشهود قلما شهدت صنعاء جنازة مثلها لأي شخصية يمنية . لأن ما عداها كما أشرت فان الحضور يأتي أما عبر إملاءات حزبية أو تكليف رسمي.
الجموع الكبيرة التي لم تستطيع كاميرا التلفاز لملمت أولها من آخرها، لاشك بأنه أحرجت السلطة كثيراً وأحرجت وزارة الإعلام أكثر،لأنهم لم يكونوا يتصورون أن يروا جمعاً جماهيراً حاشداً بهذا الامتداد الأفقي ، خاصة وان أمر توقيف معاشاته من قبل وزارة الإعلام ، لم يعد أمراً سرياً فقد خرج إلى وسائل الإعلام وتناقله القاصي والداني وعرفه الكبير والصغير، والخيبة والمليح كما يقال ، وان هناك تقاعس كبير ووقفة غير مشرفة من وزارة الإعلام والحكومة تجاه علاو في مرضه، فقد تنكروا جميعاً للجميل، ولولا مكرمة الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله لكان الأمر أسوء بكثير..فيحي علاو أعطى للوطن أكثر مما منحه.
الكثير منا حزن على فراق علاو الكبير والصغير الرجال والنساء ، استطاع من خلال برامجه أن يصنع ألفة ومحبه بينه وبين المشاهد ، وعندما فقدناه أحسسنا أننا فقدنا واحداً من أقربائنا و أحبائنا.
وهذ ا الجمع الكبيرة الذي أتى لتشيع جنازة علاو رسالة كبيرة للإعلاميين والذين عليهم أن يدركوا بان الجمهور اليمني المتلقي صار يدرك كثيراً للرسائل التلفزيونية وانه ما عاد جمهور متلقي وحسب ، بل صار يدرك فحوى الرسائل التلفزيونية ويتعامل معها بكل وعي وعقلانية وإدراك، وان عليهم أن مراجعة كل ما يقدمونه من برامج مراجعة صادقة حتى ينالوا الحب الذي كسبه يحي علاو بين جمهوره.
رحمك الله يا فارس الميدان.واسكنك الله فسيح جناته و"إنا لله وإنا إليه راجعون"