تقوم أنظمة الحكم في البلاد العربية عبر أجهزتها على صناعة الصنمية في شخص الرئيس فتراهم يمجدون شخص الرئيس وينسبون كل خير في البلد إليه ولولاه لما كان شيء فهو الوطن والوطن هو وهو المنجزات وأكبر منجز هو وهو صمام الأمان ولولاه لتمزق الوطن لذلك فالإعلام المرئي والمسموع والمقروء يمجد شخص الرئيس صباح مساء وتخرج الشعوب المغلوب على أمرها المدمرة الفقيرة المعدمة المطحونة في المسيرات الحاشدة ترفع صور الرئيس صاحب الفخامة وتصرخ حتى تبح أصواتها بالروح بالدم نفديك يا ..... وترى صور صاحب الفخامة والسمو والجلالة في كل شارع وبيت ومكتب ومجلة وجريدة وقطعة نقود بل تراها أيام الانتخابات والأعياد الوطنية تطبع بالملايين ويبلغ طول بعضها أكثر من خمسة عشر مترا ويا ويل من ينزلها وياليت فخامته قدم شيئا لبلده وشعبه إذا لهان الأمر ولكنه طيلة فترة حكمة هو وحاشيته ينهبون ثروات الوطن ويتآمرون عليه ويفسدون فيه ويتفننون في إفقار الشعب وإذلاله واستعباده وعليه فلا تستغرب أن يحرق بعضهم نفسه لو سمع أن الرئيس سيتنحى عن الحكم وتبكي العجوز التي تسكن في كوخ من القش أو الصفيح على الرئيس إذا أعلن كذبا أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات المقبلة وتقول سنهان لو ذهب الرئيس وما عرفت أنها تعيش في غاية الإهانة أليست هذه هي الصنمية والفرعونية التي تقول للناس ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ويا ويل الشعب لو قال كفى وطالب بتنحيه إذا لجعل الأرض محروقة من تحت الشعب ولدمر البيوت على أهلها ولجعل دماء شعبه تسيل أنهارا فإما أن يحكم الشعب وإما يدمره ويقتله. وبالمقابل يعيش الرئيس في دول الغرب كأي فرد وليس له هذا التمجيد ولا ترفع صورته إلا في الحملة الانتخابية فقط ليعرف الناس من هو ولا ترى صورته على أي مكتب بل لاترى له صورة في الشارع ولا ترى إلا علم البلد وإذا انتهت فترته الرئاسية سلم السلطة ونزل بسلاسة ولم يرق قطرة دم ولم يعد له أي ذكر رغم الإنجازات التي قدمها لبلده
بواسطة: د. عقيل المقطري