خزن فليس المرؤ يولد مولعي

المعلقة القاتية..

يا هـذه الدنيـا أفيقـي وأسمـعي *** هذا المقوت جاء يبغي مصرعي
قد جـاء يحمل في يديـه شـوالة *** ومن الدبور معاش فبراير معـي
وضع الشوال على الرصيف وقال لي*** خزن فليس المرء يولد مولعــي
القـات نـزّي لا أروم فراقـه *** ولأن لي رازم يؤرق مضجعــي
ومرتبي في الجيب يعصره الأسى *** حـزناً على حزن ويشرب أدمعي
فأخذت علاقي قطل من كيسـه ** وسحـبت سبعاً من مئات تلمعــي
وسحبت أخرى ثم أخرى مثلها *** وسحـبـت ثالثةً تمــام القردعــي
ورجعت أدراجي وكلي لهفـة *** قاتي ومائي والشــعيـر قده معي
وقبعت مدكي في المكان كأنه *** إيوان كسرى أو كــــــعرش التبـع
وبدأت أمضغ ما تيسر مضغه *** وســــددت أخراق المكان بأصبعـي
فثملت لكن دون رشفة مسكر *** وخرطت خرطاً لا يطابق واقعـي
وبنيت قصراً شامخاً ومزخرفاً *** وجعلتـه باللؤلـؤآت مرصــع
نظفت بيتي والمدينة كلهـا *** وعلى الطريق سبكت أيضاً شارعي
غيرت كل المفسدين بمكتبي *** وكذا تحسن في الوظيفة موضعـي
شيئاً فشيئاً فاستعدت هويتي *** وكـذا من المكوى أعالج أضلعـي
وتبددت تلك الفعال كأنهـا *** أضغـاث حلم في منامـي تدعـي
أدركت أني كنت أحلم صاحياً *** ربل المرتب وحده أضحـى معـي
وتكونت عندي القناعة أنه *** القات نـوع من مخـدر موضعـي